کد مطلب:240971 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:346

شرف الصلاة بالصلاة علیه
روی الصدوق فی الصحیح بإسناده إلی إبراهیم بن هاشم قال: «رفع إلی المأمون أن أباالحسن علی بن موسی لرضا علیه السلام یعقد مجالس الكلام و الناس یفتتنون بعلمه، فأمر محمد بن عمرو الطوسی حاجب المأمون فطرد الناس عن مجلسه و أحضره، فلما نظر إلیه زبره و استخف به فخرج أبوالحسن الرضا علیه السلام من عنده مغضبا و هو یدمدم بشفتیه و یقول: و حق المصطفی و المرتضی و سیدة النساء لأستنزلن من حول الله عزوجل بدعائی علیه ما یكون سببا لطرد كلاب أهل هذه الكورة إیاه و استخفافهم به و بخاصته و عامته».

ثم إنه علیه السلام انصرف إلی مركزه، و استحضر المیضأة و توضأ و صلی ركعتین وقنت فی الثانیة.

فقال:

«اللهم یا ذا القدرة الجامعة، و الرحمة الواسعة و المنن المتتابعة - إلی أن قال علیه السلام: - صل علی من شرفت الصلاة بالصلاة علیه، و انتقم لی ممن ظلمنی و استخف بی وطرد الشیعة عن بابی، و أذقه مرارة الذل و الهوان كما أذا قنیها، واجعله طرید الأرجاس و شرید الأنجاس».

قال أبوالصلت عبدالسلام بن صالح الهروی: فما استتم مولای علیه السلام دعاءه حتی وقعت الرجفة فی المدینة، وارتج البلد، وارتفعت الزعقة و الصحیحة، و استفحلت النعرة، و ثارت الغبرة...». [1] .

«صل علی من شرفت الصلاة بالصلاة علیه» یراد بالصلاة الأولی الصلوات الخمس بل مطلق الصلاة فرضا و نفلا لابد من الصلاة علیه - صلی الله علیه و آله - فی تشهدها الأول و الثانی فی الثنائیة و الثلاثیه و الرباعیة و ضم الآل إلیه وجوبا بأن یقول



[ صفحه 299]



المصلی: «اللهم صل علی محمد و آله محمد» و یراد بالصلاة الثانیة نفس الصیغة المأثورة و الدعاء لهم علیهم السلام بهذا اللفظ إذ الصلاة: الدعاء بالخیر من الداعی للمدعو [2] له و وجوب الصلاة علی محمد و آل محمد فی كل صلاة عند الشیعة ثابت بأدلتها منها:

الصحیح الصادقی: «إن الصلاة علی النبی - صلی الله علیه و آله - من تمام الصلاة إذا تركها متعمدا فلا صلاة له...». [3] .

و الآخر: «إذا صلی أحدكم و لم یذكر النبی - صلی الله علیه و آله - فی صلاته یسلك بصلاته غیر سبیل الجنة...». [4] و الصلاة علیه - صلی الله علیه و آله - قد جاء تفسیرها عند قوله تعالی: «إن الله و ملئكته یصلون علی النبی یا أیها الذین ءامنوا صلوا علیه و سلموا تسلیما». [5] .

فی صادقی: «... الصلاة من الله عزوجل رحمته و من الملائكة تزكیته، و من الناس دعاء... قال فقلت كیف نصلی علی محمد و آله محمد؟ قال: قولوا صلوات الله و صلوات ملائكته و أنبیائه و رسله و جمیع خلقه علی محمد و آل محمد و السلام علیه و علیهم و رحمة الله وبركاته»، [6] و عن كعب بن عجرة «قیل یا رسول الله أما السلام فقد عرفناه فكیف الصلاة؟ قال قولوا: اللهم صل علی محمد و آله محمد...». [7] .

و أما عند السنة فكذلك و قد تصدی جمع منا لجمع أقوالهم و روایاتهم المأثورة الصحیحة عندهم منهم القاضی التستری فقد روی ابن حجر الإمام الشافعی قوله:



یا أهل بیت رسول الله حبكم

فرض من الله فی القرآن أنزله



كفاكم من عظیم القدر أنكم

من لم یصل علیكم لاصلاة له [8] .



و قد روی البیتین عنه جماعة منهم العلامة السید أبوبكر الخصرمی الشافعی قال السید المرعشی شیخ شیخنا فی الروایة فی «رشفة الصادی» (ص 31 ط القاهرة



[ صفحه 300]



بمصر)... [9] و قد نقل عن الجمهور الأحادیث المرویة فی كیفیة الصلاة بطرق كثیرة فراجع. [10] كما نقل وجوب الصلاة علی آل النبی و بطلان الصلاة بتركه فیها، [11] و بعض القصائد منها ما تقدم، و منها مایلی للشافعی:



أولئك قوم أذهب الله رجسهم

و خصوا بفضل لاسبیل بجحده



فكیف و جبریل جاء بمدحهم

و أنزل قرآنا نثاب بسرده



و كل مصل لم یصل علیهم

فلیس له قیراط أجر لطرده [12] .



ثم كلمة الرضا علیه السلام «شرفت الصلاة بالصلاة علیه» لها تفسیر أشمل من الأول بأن یراد من الصلاة أعم من معناها الشرعی و اللغوی أی الدعاء إذا الدعاء إذا لم یكن مصدرا بالصلاة علی النبی و آله لم یكن ذاشأن و إنما یشرف و یقع موقع الرضا و القبول إذا خص بمن خصه الله عزوجل به. نعم لابد من شمول التشریف للصلاة بالصلاة علیه - صلی الله علیه و آله - فی غیره صلاة الله تعالی فی الآیة المتقدمة الذكر لأن صلاة الرب جل جلاله و هی الرحمة تكون هی المشرفة للنبی - صلی الله علیه و آله - بكسر الراء فالحدیث و إن كان عاما لابد من تخصیصه بغیره تعالی.

بقی سؤال:

هل صلاة المصلی من الملائكة و الناس نفعها عائد إلی النبی و آله علیهم السلام؟ أو أن لهم من الجلال و الرفعة و المنزلة مالا یتصوره المتصور، و إنما ثواب الصلاة یعود إلی المصلی و یشرف بها و ینور قلبه و یثقل میزانه؟.



[ صفحه 301]




[1] عيون الأخبار 171 - 170/2، البحار 83 - 82/49.

[2] قال ابن فارس: فالصلاة: الدعاء، و نقل النبوي: «إذا دعي أحدكم إلي طعام فليجب فإن كان مفسطرا فليأكل، و إن كان صائما فليصل» أي فليدع لهم بالخير و البركة. معجم مقاييس اللغة 300:3 في (صلي).

[3] الوسائل 999:4 باب 10 من أبواب التشهد.

[4] المصدر.

[5] الأحزاب: 5.6.

[6] تفسير البرهان 335:3، تفسير نور الثقلين 300:4، عيون الأخبار 185:1.

[7] تفسير البرهان 337 - 336/3.

[8] إحقاق الحق 273:3، تعليق السيد المرعشي، و البيتان في حرف الهمزة مع النون من الحكم مذكوران.

[9] إحقاق الحق 616:9.

[10] إحقاق الحق 610 - 524/9.

[11] المصدر ص 621 - 611.

[12] المصدر 615، قوله: (لطرده) كذا في المصدر.